The Day 21 of October 2011 in the middle east and the black autumn of No:...... in Arab lives. Opinions that count and deserve reading. First, the London based Alquds Al-arabi and some electronic press in Jorgang.Here we go:
مسيرة البلد تودع البخيت برفض "البلطجة" ..
مسيرة جمعة العشائر في وسط البلد
[10/21/2011 1:42:05 PM]
عمون - شهيرة خطاطبة - انطلقت عقب صلاة الجمعة في وسط العاصمة عمان مسيرة تحت شعار "جمعة العشائر" ، في رد على الإعتداءات التي حصلت خلال مهرجان خطابي اقيم في بلدة سلحوب الأسبوع الماضي قببل رحيل حكومة معروف البخيت بيومين.وغلب على الفعالية المُحددة منذ السبت الماضي الطابع الإسلامي حيث رفعت ولأول مرة بعد غياب طويل أعلام الحركة الإسلامية ، كما اشارت فروع الحزب بأسماءها التي جاءت من المحافظات ، فيما لفَ المسيرة علم أردني كبيرة .وقدر مراقبون عدد المشاركين بين الـ (3000 - 4000) مشارك الذين كبروا خلال المسيرة وعلى صوتهم بـ "الله أكبر .. الله أكبر " في إشارة منهم للإنتصار برحيل حكومة معروف البخيت ..وهتفوا "البخيت باي باي المُصلح هيو جاي ".."البخيت طار طار والشعب هو القرار" ..وضمت المسيرة عددا من احزاب المعارضة ممثلين عن أبناء قبائل وتجمعات كبيرة أبرزها عشائر بني حسن الذين وقعت في مناطقهم الإعتداء على مهرجان الجبهة الوطنية للإصلاح ، وبني حميدة وبني صخر .واستجهن المشاركون في المسيرة الإعتداءت التي كانت تنفذ بشكل "منظم" على الحراك الإصلاحي في الأردن معتبرين أنه جزء من التعبير السلمي الذي منحهم أياه الدستور مطالبين رئيس الوزراء المكلف الجديد عون الخصاونة حماية هذا المبدأ.كما رفعوا شعارات دامت طوال الأشهر الماضية موضع تمسك من قبلهم وأبرزها الخصخصة ومكافحة الفساد وعدم التدخلات الأمنية في الحياة العامة . وشارك في المسيرة قيادات إسلامية أبرزها المراقب العام السابق للإخوان المسلمين سالم الفلاحات ،ورئيس مجلس الشورى في جماعة الإخوان المسلمين ورئيس المكتب السياسي لحزب جبهة العمل الإسلامي زكي بني ارشيد. وهتف المشاركون في المسيرة ضد الرئيس السوري بشار الاسد ، كما عبروا عن دعمهم للأشقاء الليبيين مهنئينهم بالانتصار على الطاغية معمر القذافي . ووقع خلاف في الرأي بين منظمي المسيرة حيث عبر تجمع من المشاركين باسم أبناء ذيبان عن رفضهم لسياسة الإقصاء التي تمارس من قبل "حاملي المايكروفون" وقبل أن تتأزم الأمور وتتفاقم المشكلة تدخل سالم الفلاحات معتبراً أن الجميع في مركب واحد هدفه الإصلاح داعياً أحد الراغبين بالتحدث للخطابة.ولوحظ انخفاض عدد التواجد الامني لتسهيل حركة التنقل للمشاركين في المسيرة ، بينما فصلت قوى أمنية بين المسيرة وبين شبان مناوئين لحراكهم عبروا عن رأيهم بطريقة سلمية أيضاً دون إحتكاك .الى ذلك اعتصم العشرات من الفعاليات الشعبية والشبابية امام دار رئاسة الوزراء على الدوار الرابع للمطالبة بالمزيد من الاصلالحات ورفض استخدام ما اسموه البلطجة لصدي اعتصامتهم ومهرجانتهم السلمية .وأشار بني رشيد لـ عمون إلى ان الرئيس المكلف يواجه تحديا في انجاز مرحلةالاصلاح السياسي، وتمنى لرئيس الوزراء المكلف عون خصاونة النجاح في خلق مناخ سياسي جديد وكف يد الاجهزة الامنية عن الحياة العامة وكسر التبعية والخروج مما وصفه انه نفق مظلم قد تدخله البلاد ما لم يغتنم الفرصة لتحقيق الاصلاح.وابدا بني ارشيد تفاؤلا حذرا لما قد يحدث في ظل الحكومة الجديدة.وعلت حناجر المتظاهرين بهتافات :
ما بدنا ابر تخدير بدنا اصلاع وتغيير
اللي محيي هذي الدار حرامية ما بدنا نشوف ما خلوا بجيبي مصروف الله محيي
هذي الدار بدنا قانون انتخاب بيعطي قوة للنواب بيحمي البلد من الذياب
لا مكان للزعران على ارضك يا عمان
هذي الارض للصلاة مش للكازينو والعراة
الاصلاح لازم يصير هذا مطلب الجماهير
اسمع مني هذا السر ...يا اردني يا حر... اكثر من نصف مليار ...جانا نفط
من الكويت وباعوه على السكيت
سمع عني هالاخبار
كلمة حق صريحة وادي عربة فضيحة
شكرا شكرا يا الله سقطوا سقطوا هالطغاة
والقذافي هيو طار عد ايامك يا بشار
من الشمال للجنوب كلنا معاك يا سلحوب
وين اموال البوتاس ....والفوسفات
وشعارات اخرى تدور حول الاصلاح ومحاربة الفساد وكف يد الاجهزة الأمنية عن الجياة العامة
تحديث/ مقتل المجرم مدمر الكذابي على أيدي العدالة الشعبية
الخميس, 20 تشرين1/أكتوير 2011 15:53 قيم هذا الموضوع1 2 3 4 5 (0 تقيم)
تأكد مقتل المجرم مدمر الكذابي على أيدي العدالة الشعبية..
وكالة الأنباء الفرنسية نشرت صورته مقتولا..
وقد أكد أعلن المجلس الانتقالي الليبي مقتل العقيد معمر القذافي بعد تضارب الأنباء حول مصيره.وأكد الصحافي الليبي محمود الفرجاني أنه "رآه بأم العين جثة هامدة". وقال قائد ميداني إنه تم العثور على القذافي في حفرة داخل مدينة سرت، ولم يبد أي مقاومة، وكان مذهولاً من وصول الثوار إليه، وكانت به إصابات قديمة في الوجه والقدمين، وكان معه مسدسان وحقيبة وساعة يد.وفي خضم ذلك ذكرت وكالة "رويترز" أن رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبدالجليل سيوجه كلمة إلى الشعب الليبي، حسب ما أوردته قناة ليبيا الحرة.تقارير غير مؤكدة كانت افادت، أن ثوار الشعب الليبي الشقيق امسكوا بالمجرم مدمر الكذابي داخل حفر, في أحد احياء مدينة سرت، وكان يصرخ مفزوعا "لا تقتلوني.. لا تقتلوني"..عبد المجيد، وهو مسؤول في المجلس الوطني الإنتقالي قال إن الكذابي أمسك به في سرت..تضيف التقارير أن الدجال كان مصابا في قدميه، وأنه تم نقله بواسطة سيارة اسعاف محروسة إلى أحد مشافي المدينة..صرح قائد آخر يدعى محمد ليث قائلا " داعتقل القذافي واصيب بجروح خطيرة لكنه لا يزال يتنفس".كما ذكرت تقارير أن وزير الدفاع الليبي السابق أبو بكر يونس قد قتل في سرت.من جانبها قالت وزارة الخارجية الأميركية أنها لا تستطيع تأكيد نبأ اعتقال القذافي.وتأتي الأنباء بعد قليل من إعلان قوات المجلس الانتقالي سيطرتها على اخر مواقع القوات الموالية للكذابي في المدينة.وقال قادة عسكريون إن قوات المجلس ستنهي القتال الخميس وستعلن في غضون ساعات تحرير سرت من قوات الدكتاتور السابق.ونلقت وكالة رويترز للأنباء عن يونس العبدلي رئيس العمليات في الشطر الشرقي من المدينة قوله "تم تحرير سرت".وأضاف العبدلي أن قواته تطارد الآن مقاتلي الكذابي الذين يحاولون الفرار.وكانت قوات المجلس الانتقالي قد بدأت في وقت مبكر من صباح الخميس هجوما شاملا على آخر الجيوب التي يتحصن فيها الموالون للكذابي.وذكرت تقارير أن الطريق الرئيسي الذي يؤدي إلى الحي رقم 2 باتجاه الشرق أصبح الآن مفتوحا وشوهدت سيارات وآليات مقاتلي المجلس الانتقالي وهي تسير فيه.ويحاصر مئات من مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي المدينة الساحلية منذ اسابيع في جهد يخيم عليه الفوضى للقضاء على اخر جيب مقاومة ضد الانتفاضة التي أنهت حكم الدتاتور الجبان الذي دام اثنين وأربعين عاما.ويرجئ المجلس الانتقالي الاعلان عن انتهاء حكم الكذابي، الذي امسك بالسلطة قبل اثنين واربعين عاما، لحين السيطرة الكاملة على سرت.
منصور ل"عمون" : لقاء جديد مع الخصاونة لحسم مشاركتنا من عدمها
[10/21/2011 9:14:31 PM]
عمون - اياد الجغبير - قررت الحركة الاسلامية في الاردن التريث بشأن مشاركتها في حكومة رئيس الوزراء المكلف د.عون الخصاونة على ما قاله امين عام حزب جبهة العمل الاسلامي حمزة منصور الذي ابلغ "عمون" ان اجتماعا اخر سيضم ممثلين من قياديي الحزب مع الخصاونة في وقت لاحق ".تصريحات منصور جاءت عقب اجتماع حضره اعضاء الكتب التنفيذي لكل من الاخوان وجبهة العمل الاسلامي امتد حوالي الساعتين من مساء الجمعة .ولم يفصح منصور عن موعد انعقاد لقاءهم الثاني مع رئيس الوزراء المكلف عون الخصاونة .وكان الاسلاميون نظموا ظهر الجمعة مسيرة انطلقت من امام المسجد الحسيني وسط مدينة عمان باتجاه ساحة النخيل للمطالبة بالاصلاح .
اعدام القذافي ومهمة الناتو
عبد الباري عطوان
2011-10-21
تزايدت الأدلة والبراهين التي تؤكد وجود اتفاق مسبق بين انصار المجلس الوطني الليبي الانتقالي، وقادة دول حلف الناتو، على تصفية العقيد معمر القذافي وابنائه والمقربين منه جسدياً، وعدم اعتقالهم أحياء، لتجنب تقديمهم الى محاكمات عادلة، يمكن ان تؤدي الى كشف أسرار وملفات لا يريد هؤلاء ان تظهر الى العلن، خاصة تلك المتعلقة بتعاون أجهزة الأمن الغربية مع النظام السابق، في قمع وتعذيب واغتيال شخصيات ليبية معارضة.
الصورة لا تكذب، خاصة اذا كانت تسجيلاً حياً، وشاهدنا أشرطة بثتها قنوات فضائية تظهر الزعيم الليبي السابق وهو يسير على قدميه، ويستعطف معتقليه الرحمة به، وعدم قتله، مثلما شاهدنا صوراً حية لابنه المعتصم وهو ملقى على الأرض يحرك يديه ولا نقطة دم واحدة على جسمه، ثم في صور اخرى وقد تحول الى جثة هامدة، وثقب كبير بين صدره وعنقه، قال الطبيب الشرعي الذي فحص جثمانه انه نتيجة عملية قتل بسلاح ثقيل، وأكد انه جرى اعدامه بعد اعدام والده برصاصة في الرأس. والشيء نفسه حصل للواء ابو بكر يونس جابر وزير الدفاع.
السيدة صفية فركاش ارملة المرحوم تقدمت بطلب رسمي الى الامم المتحدة للتحقيق في ظروف اعدامه، واعلن مكتب الامم المتحدة لحقوق الانسان عن عزمه اجراء تحقيق في مقتل الزعيم الليبي بعد اعتقاله حياً.
اللافت ان جميع قادة المجتمع الغربي الحر الذين لم يتوقفوا عن القاء محاضرات علينا حول كيفية احترام حقوق الانسان، وتطبيق حكم القانون، لم يعترضوا على عملية الاعدام هذه بل باركوها. وعلينا ان نتخيل كيف سيكون موقف هؤلاء لو ان حركة المقاومة الاسلامية 'حماس' قد اعدمت الجندي الاسرائيلي غلعاد شليط ومثلت بجثته، وسحلته في شوارع قطاع غزة.
نعم معمر القذافي كان مجرماً دموياً، نكّل بأفراد شعبه، وحرمهم من ابسط سبل العيش الكريم، وهم اناس احرار، شرفاء، سمتهم التواضع والكرم وعزة النفس ويرضون بأقل القليل، ولكن هذا لا يعني ان يعامل بالطريقة التي كان يعامل فيها خصومه ومعارضيه الذين يطالبون بالقضاء العادل واحترام الحد الادنى من مبادئ حقوق الانسان وقيمها.
شخصياً اصبت بصدمة وانا أرى بعض العناصر التابعة للمجلس الوطني الانتقالي تنهال ضرباً وبالأحذية على رأس رجل جريح، وتجره على الأرض، وتضاعفت هذه الصدمة عندما جرى عرض جثمانه وولده المعتصم في حاوية قذرة في مصراتة امام المارة، وكأن لا حرمة للموت.
يجادل البعض من المسؤولين في ليبيا 'الجديدة' ان قتله يعفي من اجراءات قضائية معقدة، قد تطول وتؤثر سلباً على العملية الانتقالية، وبناء مؤسسات الدولة، ولكن هذا الجدل واصحابه ينسون انهم يريدون ان تكون هذه المؤسسات ديمقراطية، اساسها العدالة وحقوق الانسان والحكم الرشيد. ولا نعتقد ان عمليات الاعدام للزعيم الليبي الراحل ورجاله تستقيم مع هذه التطلعات.
' ' '
شككنا منذ البداية في نوايا حلف الناتو وتدخله في ليبيا، ليس لأننا ضد حماية ابناء الشعب الليبي من مجازر القذافي ورجاله، فهذه مهمة سامية نؤيدها بقوة، وانما لأننا ندرك ان هذا التدخل يأتي لأسباب اخرى غير انسانية، واستعمارية في الاساس.
أليس غريباً ان تستمر عمليات حلف الناتو وغاراته لما بعد سقوط طرابلس العاصمة، وانهيار نظام العقيد القذافي، ولجوء حفنة من انصاره الى مدينتي سرت وبني وليد، وذلك تحت ذريعة حماية المدنيين الليبيين.. اي مدنيين يتحدث عنهم هؤلاء، فهل الذين كانت تقصفهم طائرات حلف الناتو في المدينتين هم من انصار المجلس الوطني الانتقالي، او المعارضين لنظام الطاغية؟
لم يكن من قبيل الصدفة ان يعلن حلف الناتو وقادته، انتهاء مهمتهم في ليبيا بعد اقل من 24 ساعة من مقتل الزعيم الليبي ونجله ووزير دفاعه، فمهمة الناتو لم تكن في الاساس لحماية المدنيين، فهذه ذريعة، ولا تغيير النظام، واما قتل رأس النظام ايضاً.
بإعدام العقيد القذافي بالطريقة الدموية التي شاهدنا، وشاهدها معنا العالم بأسره، تكون ليبيا طوت صفحة سوداء في تاريخها ، ولكن المأمول ان تكون الصفحة الجديدة التي تنوي فتحها اكثر بياضاً، عنوانها التسامح والترفع عن النزعات الثأرية والانتقامية، التي لمسنا ابشع صورها في تصفية رموز النظام السابق.
' ' '
صحيح ان ليبيا تملك المال، بل الكثير منه، حيث هناك اكثر من 160 مليار دولار مجمدة أودعها النظام السابق في حسابات اوروبية وامريكية، ودخل سنوي من عوائد النفط في حدود 50 مليار دولار سنوياً، والمال ربما يسهل، بل يعجل بحل الكثير من المشاكل، ولكن يظل سلاح المال هذا قاصراً وغير فاعل اذا لم يتم ترميم الوحدة الوطنية بسرعة، وتحقيق المصالحة، وبالتالي التعايش بين مختلف القبائل والمناطق، بروح بعيدة عن منطق المنتصر والمهزوم.
الإعلام العربي، والفضائي منه على وجه الخصوص، لعب دورا كبيرا في تزوير الكثير من الحقائق، وخرج عن المهنية مرات عديدة، وهذا لا يعني ان الاعلام الغربي كان افضل حالا، وقد آن الأوان لكي يكفر هذا الاعلام عن اخطائه ،ويعمل من اجل الحفاظ على وحدة ليبيا الترابية ، وتعزيز أواصر التلاحم بين ابناء شعبها الواحد.
نخشى على ليبيا من التقسيم والتفتيت، مثلما نخشى عليها من عدم الاستقرار، والغرق في حروب داخلية، حتى بعد إعدام العقيد القذافي،وهناك العديد من المؤشرات التي تعزز هذه المخاوف، حيث فوضى السلاح والخلافات بين الليبراليين والاسلامييين، والمشارقة والمغاربة، وهي مخاوف عبّر عنها قادة في نظام الحكم الانتقالي الجديد انفسهم.
العقيد القذافي لم يجد أحداً يتعاطف معه، واذا كان هناك من متعاطفين في الداخل والخارج فهم قله خجولة، لا تجرؤ على اظهار تعاطفها، لان سجل الرجل الدموي لم يكسبه الكثير من الاصدقاء، والمأمول ان يكون حكام ليبيا الجدد عكسه تماماً، وان لا تحركهم الاحقاد والثارات، وان كنا حذرين جداً في الاغراق في التفاؤل، بعد ان شاهدنا عدالة الخارجين عن القانون تطبق ضد من يختلفون معهم، وهم في ابشع لحظات ضعفهم وانهيارهم.
موت بطعم مرير
نداف ايال
2011-10-21
يوم طويل مر على جثة معمر القذافي. تقارير أولية عن موت في المعركة استبدل بواقع مثير: صور حاكم خائف ونازف يجر ويتعرض للضرب من رجال مسلحين، وبعد ذلك النهاية المتوقعة جثة شبه عارية ملقاة في سيارة تندر. الفيلم القصير الذي بث المرة تلو الاخرى في أرجاء العالم أثبت، دون ريب، بان الطعم السيء الذي ميزه في حياته انتقل بالوراثة الى أعدائه الأمر. صور اطلاق النار في الهواء واحتفالات النشوة حول سيارة التندر حيث جثة الطاغية كانت سابقة اخرى لموجة الثورات في العالم العربي. منذ الستينيات والسبعينيات لم يعرض موت عنيف بهذا القدر لحاكم في أعقاب ثورة أو انقلاب. حسني مبارك يقدم الى المحاكمة، الرئيس التونسي بن علي فر، وفي سوريا المعركة لا تزال جارية. ولكن ما بدأ في ليبيا كثورة سرعان ما تطور، برعاية العطش لدماء أبناء عائلة القذافي، الى حرب أهلية شاملة. في مثل هذه الحرب يتم القتال حتى الموت واذا كان ممكنا تسحل جثة الطاغية في الشوارع. محاولة وحشية لنزع السحر الاسود لحكمه. ليبيا القبلية والصحراوية ما كانت مرشحة لمنح القذافي موت عادل رسمي. طغيان القذافي كان الاكثر غرابة وتميزا في العالم العربي. والغرابة الاساس لحاكم ليبيا لم تكن مسألة هامشية بعد تعبيرا أعلى عن دكتاتوريته. كان هذا سبيله لان يجسد التحقير التام للمسلّمات العربية او الغربية والثقة التامة بقدرته على الحكم بكل ثمن. تدخله العميق في النشاط الارهابي من الـ أي.آر.ايه في ايرلندا الشمالية، عبر تفجير طائرة بان إم، وحتى المساعدة السخية للارهاب الفلسطيني يشذ في حماسته عما هو دارج حتى في العالم العربي. فترة العزلة الطويلة التي عاشها انتهت برعاية ادارة بوش في واشنطن وحكومة بلير في لندن، ودحرت عائلات قتلى لوكربي. القذافي تحلل من برنامجه النووي الاولي ومن تلك اللحظة حظي بمديح من الغرب. عندما وصل الى روما سمح له برلسكوني أحد مؤيديه الكبار ان يقيم خيمة في وسط المدينة (الحاكم الليبي لم يشعر بالراحة في المناطق). في باريس أيضا غرس القذافي خيمته، بل وربط الى جانبها جمل. هذا التسامح، من لندن حتى روما كان بالطبع يرتبط باحتياطات النفط والغاز الهائلة في ليبيا. عبدالباسط المجرحي، الليبي الوحيد الذي ادين بالضلوع في تفجير طائرة بان إم، افرج عنه من سجنه في سكوتلندا. بعد وقت قصير من ذلك تلقى البريطانيون عقدا بالمليارات لتطوير حقول الغاز. ولكن بدون الغرب ما كان الثوار لينجحوا. وللدقة: نيكولا ساركوزي وباراك اوباما هما اللذان قررا الحملة العسكرية الواسعة لاسناد المعارضة الليبية. القذافي كان في طريقه الى تصفية معاقل الثوار، ولكن عندها جاءت الهجمات الجوية للناتو. المصلحة الغربية واضحة تماما: مثلما في مصر، يتطلع الغرب الى ان يموضع نفسه كمؤيد للثورة وليس للطاغية. اعمال القذافي جعلته منبوذا في الرأي العام الغربي. في ضوء قرب ليبيا من اوروبا واحتياطاتها من الطاقة، فان تصفيته كانت مصلحة عليا. ليبيا كفيلة بان تدخل الى فترة طويلة من الصراع القبلي الوحشي، ولكن في بروكسل وواشنطن يأملون في نفوذ غربي على المدى القصير على الاقل. اسعار النفط هبطت منذ أمس. في قصر الرئاسة في دمشق لا بد انهم شاهدوا صور جثة القذافي. طغاة الشرق الاوسط يطاح بهم، يحاكمون او يصفون الواحد تلو الاخر. لبشار الاسد ايضا لا يوجد الى أين المفر. واذا ما انتصرت الثورة السورية، فسيمر يوم طويل على جثته أيضا.
معاريف 21/10/2011
العالم أراد جثة
البروفيسور ايال زيسر
2011-10-21
الفتك الوحشي الذي ارتكب بحاكم ليبيا السابق معمر القذافي لم يصدم احدا لا في ليبيا نفسها، ولا ايضا في اوروبا والولايات المتحدة. العكس هو الصحيح، فمن كل صوب تدفقت التهاني الى حكام الدولة الجدد الذين اطاحوا بالقذافي واحتلوا مكانه، ولبداية فصل جديد في تاريخ هذه الدولة. وعليه فانه عندما يدور الحديث عن مصالح، كالنفط مثلا، فانه مريح لزعماء العالم ان ينفذ أحد ما نيابة عنهم المهمة القذرة بلا محكمة عدل عليا وبلا منظمات حقوق انسان، فيما هم يبقون نظيفي الايادي. واحدا واحدا يجد الطغاة العرب أنفسهم يسقطون من سموهم العالي الى دركهم الاسفل العميق، من اعالي الحكم وملذاته الى النهاية المهينة والحقيرة. الاول كان صدام حسين، حاكم العراق، الذي امسك به في نهاية العام 2003 على ايدي القوات الامريكية وهو مختبىء في حفرة عميقة. ومثل عديم المنزل العادي، اخرجه الامريكيون من مخبئه واجروا عليه فحصا طبيا مهينا بث في كل قنوات التلفزيون. بعد ذلك قدمته الحكومة العراقية الى المحاكمة، حكم بالاعدام وشنق. فيما حرص احد جلاديه على تصوير لحظة الموت بالهاتف النقال، بالضبط مثلما تصرف مصفو القذافي. بعد بضع سنوات جاء دور حسني مبارك، الذي وجد نفسه ينقل على سرير مرضه الى المحكمة الى جانب نجليه. وأمس جاءت، كما أسلفنا، نهاية القذافي.على القذافي يمكن القول انه قطف ثمار حكم الطغيان والقمع الذي اقامه، حكم الفساد وتبذير المقدرات الطبيعية لبلاده. ويمكن الاشارة الى أنه على مدى سنوات حكمه قتل على يديه مئات بل وربما الاف الليبيين.في العالم العربي مال الناس لتجاهل تصفية القذافي. في سورية لم ينشروا ابدا الصور وفي دول اخرى كانت التقارير عنه هامشية وذلك على ما يبدو كي لا يمنح احد أفكار فيحاول تطبيقها في بلاده. ومع ذلك، فان الفتك الذي نفذ امس بالقذافي يعيد الى أرض الواقع من أمل بان تصبح ليبيا ديمقراطية مزدهرة. يتبين ان العصابات التي تمسك اليوم بالحكم في ليبيا هي جزء من لحم القذافي، جزء من لحم مجتمع تقليدي بل وحماسي. طريق ليبيا وطريق الشرق الاوسط نحو الاستقرار والديمقراطية يبقى، إذن طويلا مثلما كان.
اسرائيل اليوم 21/10/2011
حقنة تشجيع للشعب السوري
صحف عبرية
2011-10-21
موت العقيد معمر القذافي بعد نحو 42 سنة من حكمه لا يرمز الى نهاية عهد في تاريخ ليبيا. فحكم القذافي وعائلته انتهى قبل نحو شهر ونصف عندما نجحت قوات الثوار في السيطرة على طرابلس وتحول القذافي من مطارد الى طريد. ولكن موته يبشر ببداية عهد جديد في ليبيا، ليس واضحا كيف سيكون. حتى الان كانت المعارضة السابقة منشغلة بمحاولات اعتقال القذافي وابنائه وبقدر ما ببناء شبكة العلاقات لليبيا الجديدة مع الاسرة الدولية. المجلس الوطني المؤقت يتلقى الان فرصة حقيقية لتثبيت استقرار الدولة واقامة حكومة فيها. الصور التي بثت امس في قناة الصمود، التي تعمل تحت حكم ليبيا الجديدة، تضمنت صورا فظيعة لحشد ينفذ فتكا بالقذافي. ولكن ليس القذافي وحده قتل في الهجوم على منطقة سرت، بلدة مولده. معه ايضا كان كبار رجالات حكمه الرهيب: وزير الدفاع السابق، وزير المخابرات وابن القذافي، المعتصم. اما بالنسبة لمصير ابن آخر، سيف الاسلام السائد، فكانت تقارير متضاربة. عمليا، لم تعد توجد مقاومة للمجلس الوطني المؤقت. اعادة بناء ليبيا التي تتشكل من نحو 140 قبيلة، تبدو كمهمة شبه متعذرة. فشل المجلس في اقامة حكومة مؤقتة يدل حتى على هذه المصاعب. اضافة الى ذلك، فان موت القذافي يبشر ايضا بتقلص دور الناتو في ما يجري في الدولة ونقل كل الصلاحات الامنية والمدنية الى المجلس الوطني المؤقت وحده. من الان فصاعدا سيكون الليبيون عمليا المسؤولين الوحيدين عن مصيرهم. اذا كان ثمة شيء ما يمكنه أن يواسي الليبيين في ضوء مستقبلهم الذي يلفه الغموض فهو 'مواساة الكثيرين'. اكثر من عشرة أشهر مرت منذ بدأ 'الربيع العربي' ولم تستقر في أي واحدة من الدول العربية التي حظيت بزيارة الثورة مصر، تونس وليبيا قيادة مستقرة وقوية بينما في اخرى، كاليمن وسورية تنجح القيادة القديمة في التمسك باهداب الحكم. صحيح أنه في تونس ستجرى انتخابات للبرلمان يوم الاحد، ولكن ليس معنى الامر ان الديمقراطية ستسود هناك. حاليا على الاقل، مستقبل هذه الدول الثلاثة في عهد ما بعد الثورة لا يبدو افضل من ماضيها. زعيمان بارزان يلوحان كحلقتين ضعيفتين قادمتين في الشرق الاوسط: الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وبالطبع جار اسرائيل الشمالي، الرئيس السوري بشار الاسد. رغم أن التقارير من سورية تظهر أقل فاقل في وسائل الاعلام ورغم ان الاسرة الدولية ترفض العمل عسكريا ضد نظام الاسد، فان المظاهرات في ارجاء الدولة لا تتوقف حتى ولا ليوم واحد. وعلم أمس عن مظاهرات كبرى في مدينة حمص، حيث احتفل السكان بسقوط القذافي ورفعوا يافطات كتب عليها: 'الجرذ من ليبيا امسك به، والان سيأتي دور الجرثومة من سورية'. صور الفتك الذي ارتكبه الليبيون بحق زعيمهم وهو لا يزال على قيد الحياة ستشجع فقط أكثر فأكثر المتظاهرين السوريين على مواصلة نشاطهم ضد نظام الاسد. الطوق، مثلما في الاشهر السبعة الاخيرة، يتوثق فقط حول رقبة الرئيس السوري.
هآرتس 21/10/2011
اذا كان الاسد حكيما فليهرب
صحف عبرية
2011-10-21
بسقوط عدوك لا تفرح، توصي اليهودية، ولكن هذا منوط بمن هو عدوك: أنا فرحت بسقوط صدام حسين، فرحت بسقوط معمر القذافي وسأفرح بسقوط بشار الاسد. من ناحية العدل التاريخي لا فرق بين نهاية صدام ونهاية القذافي، باستثناء حقيقة ان الاول اعدم بعد محاكمة استعراضية سخيفة والثاني اعدم قبل ذات المحاكمة. هذا، وحقيقة أن اسقاط صدام كلف حياة عشرات الالاف في الوقت الذي كان اسقاط القذافي 'بخسا' بالنسبة لحياة الانسان. نظرية الدومينو تعمل بالذات في الشرق الاوسط المجنون. التالي في الدور سيكون حاكم سوريا، دكتاتور وحشي ومريض لا صلاح له. وهو وحيد في قصره نظر الاسد امس بحزن وبعصبية الى صور تصفية القذافي وبالحدس عرف بان ذات المصير يترقبه هو ايضا ويترقب ابناء عائلته. نظامه منتهٍ، واذا ما تبقت قطرة عقل في رأسه فان عليه أن يهرب منذ هذه الليلة من دمشق الى مكان آمن في أمريكا اللاتينية. هو وكلاب حراسته قتلوا حتى الان متظاهرين أكثر مما قتل في كل حرب ليبيا. من قتل أمس على ايدي عصبة من حملة السلاح من ابناء شعبه، ليس فقط حاكم ليبيا. معه قتل ايضا الرمز الاخيرة لطريقة الحكم السياسية التي سادت العالم العربي على مدى اكثر من نصف قرن: 'الاشتراكية العربية'. الاشتراكية العربية ألهبت حماسة الجماهير في الدول العربية في الخمسينيات من القرن الماضي مع تحررها من قيود الاستعمار. وقد اقترحت خليطا من القومية العربية الفتية والمستقلة مع شكل حكم حديث يعتمد على الحزب الواحد وعلى سيطرة الدولة على الاقتصاد. الاشتراكية العربية وعدت المؤمنين بها بجنة مزدوجة، على الارض وفي السماء. توجهت الى المشاعر والى العقل عندما عرضت وحققت برامج تنمية وحداثة اجتماعية.ولكن منذ نهاية السبعينيات تبين ان للاشتراكية العربية لا يوجد افق. الايديولوجيا الاجتماعية تبخرت منها تماما ولم يتبقَ سوى الطمع العاري للحكم لدى نخبة حزبية عسكرية ضيقة، لم تكن مستعدة لان تتخلى عن امتيازاتها وتمسكت حتى اللحظة الاخيرة بقرون المذبح. الى أن تحطم المذبح تحت غضب الشعب. يظهر التاريخ بان دولا ديمقراطية بل ودول شبه ديمقراطية، لا تقاتل الواحدة ضد الاخرى، حتى عندما يسود بينهما العداء. وعليه فليس ظاهرا ما لاسرائيل أن تأسف عليه بنهاية الدكتاتوريين من مدرسة 'الاشتراكية العربية' العفنة ومواصلي دربها. فقد قاتلونا ولم يكونوا من عاطفينا، على أقل تقدير. ولكن ما هو الاحتمال في أن تضرب الديمقراطية جذورها في العالم العربي ولا تحتل مكانها دكتاتورية اسلامية متزمتة. للتخوف في ان يحصل هذا يوجد أساس بالفعل، ولكن لا يوجد له بعد تجسيد في الواقع. عملية تغيير الدكتاتوريات بصناديق الاقتراع لم يحصل حتى الان في أي دولة عربية اسلامية. لا في العراق، لا في افغانستان ولا في السودان. صحيح، هناك من يتنبأ ان في الانتخابات القريبة القادمة في تونس وبعد ذلك في مصر سيستغل الاسلاميون اللعبة الديمقراطية من أجل الوصول بواسطتها الى الحكم ودفنه لاحقا. ولكن عندي رأي آخر: للديمقراطية، برأيي قدرة رائعة على الدفاع عن نفسها، ومن اللحظة التي تنهض فيها وتسيطر على الجماعة البشرية. بكون الديمقراطية فطرة الانسان، فليس الانسان مستعدا للتخلي عنها بسهولة، ولا سيما بعد أن يكون تذوق طعمها. لا سبب يدعو الخلق في العالم العربي يتصرفون على نحو مختلف.
يديعوت 21/10/2011
الاسد يتأمل صورة الطاغية الميت
يوسي بيلين
2011-10-21
عندما توقفت عيون العالم عند وجه الدكتاتور الهاذي الميت معمر القذافي، نظر اليه رجل واحد (وربما ليس فقط رجل واحد) فرأى نفسه.كان هذا بشار الاسد. طبيب العيون السابق شرح على ما يبدو لنفسه بانه ليس القذافي، وان سوريا ليست ليبيا، وان الناتو ليس في أعقابه، وانه لا يزال لديه مؤيدون أقوياء في العالم في صورة الصين وروسيا وبالطبع ايران. رجال بلاطه يوجهون انتباهه الى مظاهرات التأييد لنظامه والى الاف المشاركين فيها اسبوعا بعد اسبوع. يعودون للتعهد له بان الجيش معه، وان الفارين هم اعشابا ضارة يجب مواصلة معالجتهم بيد من حديد. الوزيرة بثينة شعبان، صلته مع العالم، تقول له ان العالم لا يزال يعطيه فرصة. اما هو، بشار، فلا يمكنه أن يرفع عينيه عن هذه الصورة، صورة القذافي الميت. حتى الان آمن بان الطائفة العلوية لن تسمح له بالسقوط، وان الضباط الكبار سيبقون معه وسيوافقون على اطلاق النار على المتظاهرين السوريين، المحرضين ـ هكذا هو مقتنع ـ من جهات أجنبية. عندما رأى مصير صدام حسين شرح لنفسه انه خلافا لصدام فانه لم يهدد العالم. عندما رأى مبارك يحمل على حمالة الى محاكمته، قال لنفسه ان ليس لمبارك طائفة بذلت كل ما يمكن كي لا يسقط. عندما رأى بن علي يفر من تونس الى السعودية، قال لنفسه ان هذا جبان لم يكن مستعدا لان يكافح في سبيل طريقه. ولكن عندما يرى القذافي الميت، رغم جيشه، رغم قبيلته التي أيدته حتى اللحظة الاخيرة، رغم سبل الفرار التي أمنها لنفسه في سرت، مدينة مولده فانه ملزم بان يتوصل الى الاستنتاج بان أقوال البطولة لمبارك والقذافي بانهما لن يغادرا بلديهما، وانهما يؤمنان بالتأييد الواسع من الجمهور وانهما سيموتان في وطنيهما، لم تترك انطباعا خاصا على أحد. محتمل جدا أن 20 تشرين الاول/اكتوبر سيصبح ليس فقط يوما تاريخيا في تاريخ ليبيا، بل وايضا نقطة انعطافة في اعتبارات هذا الرجل الذي وصل الى الحكم كنتيجة لحادثة طرق، ولم يعرف ماذا يفعل بالقوة التي نزلت الى يديه، ولم تكن له أي فكرة عن الاصلاحات السلطوية عندما عقد مؤسسات حكمه البلشفي كي يتحدث عن تعديلات دستورية.بشار الاسد رأى المراجعة الاخيرة لنهاية حكمه. يحتمل جدا ان يكون استنتاجه هو الشروع في رزم الحقائب. ايران كفيلة بان تنتظره.
اسرائيل اليوم 21/10/2011
طغاة لا يزالون على كراسيهم
عوديد غرانوت
2011-10-21
الليبيون قتلوا أمس الرجل الذي حاكمهم لاكثر من أربعين سنة، بالضبط مثلما تعامل العراقيون مع زعيمهم قبل خمس سنوات. مع فارق صغير واحد: صدام اعدم شنقا بعد محاكمة علنية ومغطاة اعلاميا. اما القذافي فاطلقت النار على رأسه مثل كلب في فعل من الفتك وبمحاكمة أمام جمهور متعطش للدماء. مسألة حظ وظروف. ولكن المفارقة هي أنهما كلاهما، القذافي وصدام على حد سواء، كانا سيطول عمرهما حتى هذا العام لولا هرعت الدول الغربية لمساعدة الليبيين والعراقيين على التخلص منهما. في خطوات هجومية عسكرية، وبمساعدة معلومات استخبارية من الجو ومن الارض، بالسلاح، بالمعدات وبكل ما تيسر.بتعبير آخر: ليس العراقيون، بل الامريكيون هم الذين اسقطوا صدام حسين مثلما حلف الناتو، وليس 'الثوار' ذوي ربطات الرأس الملونة وسيارات التندر المستعملة، هو الذي صفى حكم القذافي. والى هذا نضيف: واشنطن هي التي منذ بداية الطريق القت بحسني مبارك الى الكلاب، وربما الان ايضا نادمة قليلا على ذلك. الامر يبعث على أفكار لاذعة بشأن المساهمة الفاعلة للدول الغربية في حث قيم الديمقراطية وحقوق الانسان في دول الشرق الاوسط. ما يحصل الان في العراق ما بعد صدام، الذي يستجدي الجيش الامريكي الا يغادر، خشية أن يسقط فريسة للتآمر الايراني؛ ما يحصل في مصر بعد اسقاط مبارك، والتي لن تستقر بعد ولا تزال تتحسس طريقها؛ ما سيحصل في ليبيا، الممزقة بين القبائل المتخاصمة ومن يدري متى ستتحد حول حكم مركزي كل هذه هي دليل خالد على انه سهل نسبيا اسقاط حاكم طاغية بواسطة تكنولوجيا عسكرية متفوقة، ولكن اصعب بكثير بناء دولة جديدة وحديثة على خرائب الانظمة القديمة. طغاة شرق اوسطيون لا يزالون على كراسيهم، مثل بشار الاسد، يمكنهم أن يستخلصوا ثلاثة دروس فورية من الحالة البائسة لصدام والقذافي ومبارك ايضا. الدرس الاول: لا تكن أبدا بطلا، لا تنتظر حتى النهاية واهرب طالما كان ممكنا الهرب. إذ من هو ذو الحظ الاكبر: القذافي الميت؟ مبارك المحبوس؟أم بن علي التونسي الذي نجح في الهرب الى السعودية؟. الدرس الثاني: أبدا لا تنزع بارادتك الطيبة السلاح الذي في يدك، فما بالك عندما يكون هذا سلاحا غير تقليدي.القذافي، وقد سبق أن قيل هذا من قبل، كان غبيا تاما بالمفاهيم الشرق اوسطية عندما نزع سلاحه الكيماوي الذي جمعه وسلاحه النووي الذي اعتزم تطويره. وهكذا جعل نفسه هدفا مثاليا لقصف الحلف الاطلسي. الدرس الثالث: إحرص ابدا على خلق أحلاف مع جهات اقليمية قوية، مزودة هي أيضا بسلاح متطور ويمكنها أن تمنحك مظلة ردع ضد هجوم غربي، كايران وحزب الله. وهذا بالضبط ما يفعله بشار الاسد في هذه اللحظات. كونه استوعب الدرس الثاني والثالث، فلا يزال لا يشعر انه يتعين عليه أن يطبق الدرس الاول.
معاريف 21/10/2011
بيبي ليس زعيما حتى الآن
يوئيل ماركوس
2011-10-21
سيأتي يوم يعرض فيه على بيبي السؤال التقليدي بأسلوب بلاتو شارون: 'ماذا فعلت من اجل الدولة؟'، وسيفكر ويفكر، ويستطيع في النهاية ان يجيب: حررت جنديا مختطفا من أسره. اجل، جندي شاب واحد. لو أنهم عرضوا هذا السؤال على دافيد بن غوريون لأجاب: انشأت دولة اسرائيل، ولو انهم عرضوه على مناحيم بيغن لأجاب بأنه جاء بالسلام مع مصر. وكان اسحق رابين يجيب بأنه جاء بسلسلة اتفاقات سلام تشمل الاعتراف بمبدأ الدولتين في اتفاق اوسلو الذي وقع عليه في مراسم احتفالية على أعشاب البيت الابيض.وكان اريك شارون ربما يجيب بأنه اول رئيس حكومة أخلى بالقوة مستوطنات غوش قطيف في غزة بأمل خزن 'حلم ارض اسرائيل الكاملة'. وكان اهود باراك يستطيع ان يجيب بأنه فعل ما لم يتجرأ أحد من رؤساء الحكومة على فعله قبله وهو الخطوة الزعامية التي هي اخراج الجيش الاسرائيلي من لبنان ذات ليلة.أفرج رابين عن 1150 مخربا مقابل اعادة يوسف غروف وحزاي شاي ونسيم سالم في الصفقة السيئة الذكر، صفقة جبريل. قبل تنفيذ الصفقة بيوم تم في ديوانه لقاء مع 'لجنة المحرِرين'. واذا لم أكن مخطئا فقد كان محرر صحيفة 'هآرتس' غرشام شوكان هو الذي سأل هل يوجد بين المفرج عنهم من 'توجد دماء على أيديهم'. وكان جواب رابين لا لبس فيه: لا. ليس واضحا حتى اليوم هل ضللنا على عمد أم لم يثبت للضغط ووافق في آخر لحظة على الافراج عن كبار القتلة. بعد ذلك اعترف رابين بأنه ما كان يستطيع ان يثبت لنظرات مريام غروف وضغوطها. وعلى كل حال كشفت هذه الصفقة التي عصفت بالدولة عن نقطة ضعفنا. وفيما يتعلق بحماس: حينما رأت انها لا تستطيع ان تتغلب علينا، حولت الاختطاف الى سلاحها الذري.غير الموقع أدناه باعتباره جزءا من شعب اسرائيل كله، رأيه عدة مرات في قضية غلعاد شليط. فقد كتبت ذات مرة 'لا بكل ثمن' وكتبت اخرى 'نعم بكل ثمن'. لم تطارد هذه المعضلة الشعب فقط بل أحدثت مشكلة نهايتها معلومة سلفا. وليس مهما أن ينشئوا لجانا تقرر انه 'من الآن فصاعدا' سيكون واحد مقابل واحد فقط فلسنا على ثقة من ان هذه الدراما لن تتكرر. فاذا كانت الصفقة متفقا عليها جدا وشعب اسرائيل متأثرا جدا فلماذا لا تتكرر في المستقبل ايضا.بخلاف رد الجمهور الغاضب على الافراج بالجملة عن مخربين في الماضي، استُقبل القرار هذه المرة بتفهم بل بفرح. وذلك قبل كل شيء بسبب شخصية شليط الذي بدا في جميع الصور مثل ولد أمه. وثانيا بسبب المعركة التي قامت بها العائلة. فقد احتلت قلب الجمهور بمظاهرات هادئة. ولم يكن والد في الدولة لم يفكر ماذا كان يحدث لو ان ابنه كان محبوسا في ظلام القبو خمس سنين. لا يوجد أحد غير سعيد من اجل العائلة لكنه حزين وقلق ويتساءل كيف لم يعرف الجيش وأذرع الاستخبارات البعيدة الصيت أين هو محبوس.تبنى بيبي قرارا أُنضج في الحكومة السابقة وجند الأكثرية في حكومته واهتم بأن يُعظم وبحق نصيبه في اتخاذ القرار. كانت سارة زوجته الاولى التي هاتفت والدة شليط في خيمة الاحتجاج لتبلغها ان ابنها على شفا الافراج عنه. ربما كان يمكن تنفيذ الصفقة بشروط مشابهة في فترة رئيس الحكومة السابق ايضا. لكن رئيسي الاذرع الاستخبارية كانا مؤيدين هذه المرة بخلاف الماضي. وحقيقة ان هذا حدث في ولايته وكانت له الجرأة لاطلاق مئات القتلة، بدعم من الجهات الامنية، تضيف اليه نقطة ستُتذكر له تذكرا حسنا.فهل يجعل هذا بيبي زعيما يقود الى السلام؟ سيكون أشرار يزعمون ان بيبي كُسر ازاء ضغط ثبت له أسلافه. بيبي لم يُكسر بل كسب مكسبا لتعزيز مكانته السياسية والشخصية. ان الافراج عن شليط عنده أسهل كثيرا من التنازل عن اراض من اجل السلام. ان عملا زعاميا واحدا لا يجعل بيبي زعيما وينبغي ألا ننسى ان قيادة حماس كانت في ضائقة بسبب ضغط مئات العائلات لاطلاق أقربائها الذين مكثوا في السجن سنين طويلة.ان ما رأيناه من جملة ما رأيناه في التفاوض هو ان مصر وتركيا غير غائبتين حينما يُحتاج اليهما. ان الافراج عن شليط وحده لا يجعل نتنياهو زعيما. سيعتبر زعيما حقيقيا في اليوم الذي يعلم فيه ان التنازلات المفرطة يقومون بها لا من اجل جندي واحد بل من اجل تسوية سلمية في حدود آمنة من اجل الشعب كله وهو ما يزال بعيدا عن هناك.
هآرتس 21/10/2011
من حماس الى عباس
أسرة التحرير
2011-10-21
موجات الفرح والانفعال التي ألمت بالدولة مع عودة غلعاد شليط الى الديار ترافقت وتخوفا من الثمن الذي قد يدفعه مواطنون اسرائيليون على تحرير مئات السجناء الفلسطينيين الذين كانوا شاركوا في أعمال قتل وحشية. الكثيرون منهم يرفضون الاعراب عن الندم على قتل مواطنين اسرائيليين ويتمسكون بالكفاح العنيف.في الالتماسات التي رفعت الى محكمة العدل العليا ضد الصفقة عشية تنفيذها اشير الى ان عددا كبيرا من السجناء الذين تحرروا في صفقات سابقة عادوا الى عادتهم القديمة. منتقدو الصفقة يقولون انها ستشجع منظمات الارهاب الفلسطينية على اختطاف مواطنين وجنود اسرائيليين آخرين، لتحرير المخربين المتبقين في السجن. لتقليص التهديد، أصر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على ألا يسمح لبضع عشرات من كبار رجالات حماس من بين السجناء المحررين بالعودة الى بيوتهم في الضفة. ولكن التهديد الجوهري على سلامة مواطني اسرائيل وعلى مصالحها الاستراتيجية يرفرف على أعلام حماس التي استقبلت السجناء المحررين في المناطق. أناشيد حماس كانت كالصدى لحجة وزراء اليمين المتطرف الذين ادعوا بان الصفقة ستمنح 'ريح اسناد' للمنظمة وهكذا تصعد خطر الارهاب. بالفعل، صفقة تحرير السجناء، مثل فك الارتباط احادي الجانب عن قطاع غزة، تعلم الفلسطينيين بانه في الوقت الذي تمتنع فيه حكومة اليمين عن تحرير زعماء فتح وتدير صراع ابادة دبلوماسي ضد الاعتراف الدولي بحل الدولتين في حدود 67 فان حماس، بطريقها العنيف، تنجح في ان تعيد الى بيوتهم مئات السجناء. في القرار لدفع الثمن اللازم لقاء تحرير شليط، أبدى نتنياهو زعامة وتصميما حيال كتلة اليمين المتطرف. ينبغي التوقع في أن يبدي ذات المزايا ويمنح 'ريح اسناد' للشريك الفلسطيني، محمود عباس، الذي لا يوفر جهدا في منع الارهاب ويعلن صبح مساء عن معارضته للعنف. على نتنياهو أن يشرك عباس في النقاش حول تركيبة مجموعة الـ 550 سجينا المرشحين للتحرير في المرحلة الثانية من الصفقة. هذا سيكون بدء مناسب للدخول في مفاوضات جدية على التسوية الدائمة حسب صيغة الرباعية.
هآرتس 21/10/2011
|